غداً عيد الأم

أول دعوة لعيد الأم صدرت عام ١٩٤٣ لمصطفى أمين فى كتابه (أمريكا الضاحكة)، وكان من الطبيعى وقتها ألا يلتفت أحد إلى مثل هذه الفكرة، وبعد ذلك بعشر سنوات جاءت سيدة إلى مصطفى أمين فى «أخبار اليوم» وشكت له أنها كرست كل حياتها لتربية ابنها بعد وفاة زوجها ولم تتزوج.
كافحت حتى أصبح ابنها طبيباً ناجحاً، خطبت له فتاة جميلة، ودفعت له المهر وفرشت له الشقة، وعندما خرج من بيتها إلى بيت عروسه لم يقل لها ولا أى كلمة شكر..
ورأى مصطفى أمين أن الأبناء ينسون أن يقولوا لامهاتهم شكراً وبدا يدعو من جديد لفكرة الاحتفال بعيد الأم، وهوجمت الفكرة حتى إن الصحف الحكومية اتهمته بأنه يشغل الشعب عن الغزو التركى لسوريا حتى جمال عبدالناصر اعتبرها فكرة سخيفة، ولكن مصطفى أمين حاول مرة أخرى فذهب إلى كمال الدين حسين وزير التعليم فى وقتها وعرض عليه الفكرة، وكان يحب أمه جداً إلى درجة العبادة فقبل الفكرة ورحب بها وتولى هو شخصياً فكرة إقناع الرئيس عبدالناصر بعيد الأم، وكان عبدالناصر يحب كمال الدين حسين فقبل الفكرة ونجح عيد الأم وانتشرت الفكرة إلى باقى الدول العربية ثم حدث عام ١٩٦٥ أن سجن مصطفى أمين وخافت مراكز القوى أنه إذا احتفل بعيد الأم ٢١ مارس ١٩٦٦ أن يتذكر الناس مصطفى أمين، ويطالبوا بالإفراج عنه ومن ثم صدر القرار بتغيير عيد الأم إلى عيد الأسرة، وكانت المفاجأة انهالت الاحتجاجات إلى الرئيس عبدالناصر من كل الأمهات من مصر وسوريا واليمن والكويت والسعودية والعراق وكل الدول العربية على إلغاء عيدهن وابتسم عبدالناصر لثورة النساء، وأمر أن يعاد عيد الأم كما كان فإلى كل أم عربية شكراً.
مشكور ابو اليسر على هذه المعلومة ..

بارك الله في امهاتنا وجزاهم الله كل خير ؛ ورحم الله امهاتنا في دنياهم واخرتهم ..